كان من الطبيعي أن يحدث ذلك .. الانتصار الأول لنادي الوحدة في الدوري جاء على حساب النصر الذي واصل مستوياته الباهتة « رغم جرعة القادسية المنشطة »، ولا يستطيع عاقل أن يفصل النتائج المتردية عن تراكم الأخطاء وتكاثر الالتزامات المؤجلة .
رئيس النادي أشار إلى جزء من معاناته في حديثه مع اللاعبين حينما صارحهم قائلا «الكل خذلني ولم يبق سواكم » ..!! غير أن هذه الإشارة تستدعي طرح المزيد من الأسئلة لتوضيح أمور ربما لا يستطيع رئيس النادي توضيحها أكثر.
المتابع يدرك أن من خذلوا فيصل بن تركي قد خذلوا النصر سنين طويلة وهم يكتفون بالحضور في المنصة « والفرجة» واجترار الكلام دون أن يتحركوا مترا واحدا في الدعم الحقيقي، ولعلي أشير إلى أن المأمول من الأمير منصور بن سعود بالذات أكثر بكثير مما يحصل حاليا!
رئيس النصر كان يعني أسماء كثيرة، لكن المنطق يفرض تساؤلات إضافية للأمير فيصل .. ألم يلتف حولك كثيرون بحضورهم ومواقفهم ودعمهم المادي ؟ ولماذا ابتعد هؤلاء الأشخاص المهمون كالأمير عبد الحكيم بن مساعد وطلال الرشيد وسامي الطويل وعبدالرحمن الحلافي ثم لحق بهم الرجل الذي كان استثناء بدعمه وسمته وأسلوبه «عمران العمران» ؟
هل كلهم على خطأ والرئيس وحده على حق ؟
لأني أحب الأمير فيصل بن تركي وأتمنى أن يعزز الإيجابيات ويتغلب على السلبيات، ولأني أعرف أنه قدم ملايين وجهودا، من الظلم أن تختفي تحت ركام الظروف، فإني أجد أن الصدق معه واجب على الجميع ومن ذلك مصارحته بأن هؤلاء يحسون أيضا «بالخذلان» من طريقة التعامل التي تمت معهم والتي اتصفت بعدم الاهتمام إطلاقا .. ولا أريد أن أزيد..!
أيضا طريقة التعامل مع استقالة القريني وخسارته بهذه السهولة ثم تعيين ماجد والتذمر من شروطه الطبيعية ومواصلة الفراغ الغريب !
لقد حقق رئيس النصر المهم وأعاد صياغة النصر وتحمل العبء، لكنه يحتاج لتحقيق الأهم وهو معالجة السلبيات وتصحيح الأخطاء وتلافي تكرارها وتنظيم نصر العمل المؤسساتي لا نصر الفردية الطاغية .. أما خلاف ذلك فهو عودة للوراء وهدم لكل الآمال التي بناها فيصل بن تركي بتطلعاته البعيدة وطموحه الكبير ..!
"نقلا عن صحيفة شمس السعودية"